أحتاج إليك
أحتاجُ إليكَ تخلصنى ... من زيفٍ علقَ بأحلامى
يحتاجُك شوقٌ فى قلبى ... قد عاش يراقبُ أعوامى
ويظنُّ الحُلمَ يعانقُنى ... ليزُيح مرارةَ أيامى
ويصارعُ يأساً فى يأسٍ ... وبيأسٍ تعزفُ أقلامى
معزوفةَ أملٍ واهيةٍ ... من فوقِ ثيابِ الإعدامِ
وبكلِّ الشوقِ أناديكَ ... هل يصلُك صوتى وسلامى
وأردد ليتك تسمعنى ... أو ترمِقُ أثرَ الأقدامِ
قد جدَّت للسيرِ إليك ... دربَ الأحلامِ المترامى
ودروباً تتلوها دروبٌ ... أم ألماً يعقب ألامى
والدربَ طويلا لم يزلُ ... أم تلك دروبَ الأوهامِ
اشتقتُ إليك فهل تأتى ... لتحارب أرضى بسهامى
تحتاجُك نفسى فارحمها ... تكفينى ليالى الحرمانِ
تحتاجك نفسى تنطقها ... همساتى صوتى وكلامى
يا قِبْلةَ عُمرٍ ماعادت ... ترضى بثيابِ الإحرامِ
إعتادت أذنى تسمعُك ... هل ترحمَ شوقَ الآذان
أو ترحمَ أنهارَ دموعٍ ... قد ضاقت منها الأجفانى
أحتاجُ إليك لتحيينى ... أو تقتُل زيفَ الأوهامِ
أحتاجُ ضياءَك يمنحنى ... أنواراً بين الإظلامِ
أحتاجُ إليك ولا أأبى .. أعلنها بكلِّ استسلامى
أعلنها من بين القيدِ ... لا أملك غير الإذعان
لا أملك إلا أنطقها ... ينطقها قلبى ولسانى
قد ترحل أشواقى اليك ... لتقص عهود الحرمانِ
وتظل ترددها زمنا .. أزمانا تعقب أزمان
ولعل الغد فلن يأتى ... إلا قد وارى الجثمانِ
ولعل ثياب الأعراس ... قد تصبح ثوب الأكفانِ
لكنى سأبقى أنطقها ... ما عاد يُجدى الكتمانِ
لن أكتم شوقاً فى قلبى ... ما أفلح معه النسيانِ
أحتاج إليك تودعنى ... يحتاجك عقلى وكيانى
يحتاج ليعزف ثانيةً ... أقصوصةَ عشقٍ وتفانى
ويردد أنغامَ وداعٍ ... أو صوتاً يرجو الغفرانِ
أحتاج إليك فهل تأبى ... أم ترضى لتكتب ألحانى
إن تأبى سأظل أردد ... أحتاجُك رغم العصيانِ
أو ترضى سأظل بعيدا ... فسأخشى ليالى الأحزانِ
وبرغمى سأظل أردد ... وتردد رغما أيامى
أحتاج إليك ولا أحيا ... دونك يا كلّ الأحلامِ
أحتاج إليك فهل تقبل ... أم تحكم حكم الإعدامِ
أحتاج إليك
ليلهـ بكى فيها القمر